نفى الدكتور محمد البرادعي، أن تكون الجبهة الوطنية للإنقاذ تسعى لإسقاط الرئيس، مشيرًا إلى أن الجبهة ترى الأمر أكبر من ذلك وهو إسقاط الاستبداد والسير بالبلاد على الطريق الصحيح في ظل رئاسة الدكتور مرسي للبلاد.

وأوضح البرادعي خلال حوار مع برنامج "الحياة اليوم"، أن الحديث عن سقوط شرعية الرئيس ينطوي على معانٍ كثيرة فبعضها يتحدث عن سقوط شرعية الرئيس الأخلاقية وهي صحيحة في جزء منها بسبب أن الرئيس تعدى وأهدر الدستور الذي أقسم على احترامه.

ولفت البرادعي إلى أنه لم يتحدث عن سقوط شرعية الرئيس القانونية، مشيرًا إلى أن البعض هدد بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة في حالة عدم استجابة الرئيس مرسي لمطالب المتظاهرين وهو ما لم يحدث.

وأقر البرادعي بأن هناك اختلافًل في لغة الحوار داخل الجبهة الوطنية للإنقاذ، مشيرًا إلى أزمة المجتمع المصري يتمثل في العمل الجماعي.

وأكد البرادعي استعداد الجبهة الوطنية للإنقاذ للذهاب لأي مكان للحوار مع الدكتور مرسي على أن يبادر مرسي بتقديم عربون ثقة للبدء في الحوار، مشيرًا إلى أن الذهاب للحوار دون التوافق على أجندته فإن الحوار سيحمل مفاهيم مغلوطة حول وجود شراكة وطنية وهو ما لم يحدث.

أكد البرادعي أن دعوته لمشاركة الفريق السيسي وزير الدفاع في الحوار الوطني ووزير الداخلية ليس استدعاء للجيش كما ادعى البعض وإنما لأن الجيش والشرطة هما الطرفان القادران على ضبط الأمن، منوهًا إلى أن الادعاء بأنه سعى لاستدعاء الجيش يأتي في سياق الشائعات ضده وضد جبهة الإنقاذ.

وأشار البرادعي إلى أن جبهة الإنقاذ لا تمتلك سوى خاتم الشرعية التي تعطيه للنظام وأنها لن تذهب للانتخابات في ظل هذه الأوضاع المتردية وغياب الحوار الحقيقي، مشددًا على أن جبهة الإنقاذ تريد مشاركة حقيقية في حمل هم البلاد.

ولفت البرادعي إلى أن مصر تعاني من سوء الإدارة من فبراير 2011 وأن من يتحدث فيما لا يفهم يأتي بالعجائب، مشيرًا إلى أنه أصبح كل طرف يتحدث في كل شيء وفي أي شيء.

ورفض البرادعي تحميل الدكتور محمد مرسي أو جماعة "الإخوان المسلمين"، مسئولية الأوضاع الاقتصادية المتردية ولكنهم يتحملون المسئولية عن الفشل في علاجها، مشيرًا إلى أن مصر بحاجة إلى قرض صندوق النقد الدولي ولكن على الإدارة أن تدرك ماذا ستفعل به؟

وكشف البرادعي أن جبهة الإنقاذ عاكفة على إعداد مشروع اقتصادي لحل الأزمة السياسية، منوهًا إلى أن جبهة الإنقاذ لديها صفوة المفكرين والخبراء الاقتصاديين.

وأضاف: "كنت بالأمس في حوار مع أحد خبراء الطاقة للحديث عن أزمة الطاقة وشرح لي الخبير سبب الأزمة وأبلغني أن عجز موازنة الطاقة في عام 2000 كان نحو مليار جنيه وأن العجز حاليًا وصل إلى 120 مليار جنيه"، مشيرًا إلى أن الخبير شرح له سبل الخروج من أزمة الطاقة الراهنة بتخفيض الدعم عن الطاقة للصناعات الثقيلة بشكل تدريجي وتوجيهه للمحتاجين للتخلص منه خلال فترة زمنية محددة والقضاء على هذه الأزمة بشكل كامل.

وكشف البرادعي أنه يعاني من تقييد حركته بفعل الفتوى التي صدرت بإهدار دمه ودم حمدين صباحي ومختلف قيادات جبهة الإنقاذ، مشيرًا إلى أنه الجمعة الماضي، تفاجأ بوجود نصف عدد الأمن المركزي أمام منزله بغرض حمايته بفعل فتوى صادرة عن شخص ليس أهل للفتوى.

وشكر البرادعي عناصر الأمن المركزي لحمايته بعد هذه الفتوى، مشيرًا إلى أن صاحب مثل هذه الفتوى يجب محاكمته بتهمة التحريض على القتل.

وأشار البرادعي إلى أن اتصال الإدارة الأمريكية بجماعة الإخوان جاء بهدف تجنب الخطأ التي وقعت فيه خلال الثورة الإيرانية، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية لديها مصالح استراتيجية في المنطقة وأن الإخوان وفروا لهم حماية هذه المصالح.

وأضاف: "هناك عدة مصالح للولايات المتحدة في المنطقة تتمثل في بترول الخليج وأمن إسرائيل وحرية الملاحة عبر قناة السويس والعلاقات مع إيران"، مشيرًا إلى أن الحوار بالنسبة للإدارة الأمريكية مع الإخوان كان له فائدة كبيرة تتمثل في أن مصر هي منبع الحركات الإسلامية حول العالم وأن الحوار مع الإخوان سيفتح لها أبواب الحوار مع الجماعات الإسلامية حول العالم.

وأشار إلى أن طريق مصر سيتضح خلال أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر وأن الرئيس مرسي إذا ما كان سيستجيب للشراكة الوطنية، موضحًا أنه إذا استمر الدكتور مرسي في عناده فإن الأزمات الاقتصادية ستتفاقم ويتعذر حلها ووقتها ستندلع ثورة جياع ولا يطالب الجائع بأن يتعقل وبطنه خاوية.

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed