أحمد عبد الحميد يكتب: امتحانات آخر السنة

عارف شعور لما واحد... الفصل كله عينه تتعلق بيه لانه طلع الأول على الفصل؟
ويطلع واحد زعبلة كدة يروح يقوله: انا بحذرك ، انا ح اتحداك !، وعشان الزعبلة معلق عينه بالأول و باللي بيعمله، دايما بيفشل؟
و بعدين الشهر اللي بعده برضه يطلع نفس الولد الأول، و الفصل كله مبهور بيه... بس في واحد في الفصل هادي، صوته مش بيطلع، و بيشتغل وهو ساكت، مش بيضيع وقته في تعليق بصره بالأول، و في امتحانات آخر السنة.... الولد الهادي هو اللي بيطلع الأول. عارف السيناريو ده؟


من 300 سنة، ما كانش فيه حاجة اسمها أمريكا
من 200 سنة، نابليون الأول حط جزمته على راس برلين... و من 60 سنة تقريبا بعد الحرب العالمية التانية ما كانش في مبنى قايم في برلين.. الألمان اتكسروا تالت و رابع...
من 153 سنة كان في حرب اهلية في امريكا... مين امريكا من 150 سنة؟
من 144 سنة اتفتحت قناة السويس، مصر بقت بلد مهمة، في اقل من 12 سنة اتفرضت عليها الحماية البريطانية بسبب الديون...
من 100 سنة (1909- 1907) اليونان كانت بتفكر تستقل عن سلطة الخلافة العثمانية، عبد الحميد الثاني (الخليفة الشهير بالضعيف، اضعف اخواته) بعت جيش لليونان ضرب الإنجليز و الفرنساويين و اليونان رجعت كاملة لينا... الخلافة كانت في عيد...

و الخلافة دخلت حرب عالمية، و خسرت، و اتقطعت دول الخلافة كلها... كلها بالمسطرة، لدرجة ان بقى في مصريين بيتكلموا على "حلايب و شلاتين" و ناسيين ان البحر الأحمر كله كان "حوض" جوا مصر... و إن الآثار الفرعونية اللي موجودة على شط البحر الأحمر في السعودية مش صدفة... لأن دي جزء من ارض مصر. وزيها منابع النيل...

التاريخ بيقول، بلادنا كلها، الاحتلال قطعها، و شغلها بمشاكل فرعية، و حط "طوبة" اسمها اسرائيل في زور الوحدة... و الكل "تاه". في جيل كامل "مغيب" عن عظمة اجداده، و معلق عينه بس بأمريكا، و نفسه محبوس من وجود اسرائيل...

من 100 سنة، جدك "الكتيان" كان "معلم" على الأرض كلها... مش عيب يطلع حفيد زيك، فاشل و بيتفرج على أمريكا عشان طلعت الأول على الفصل في امتحان "الشهر" وعنده كم الانبهار ده؟!

عندنا امتحانات "آخر السنة"، مش 150 سنة... امتحانات آخر السنة بتيجي مرة كل 1000 سنة... لسه بدري.

كل جيل عليه مسئولية، آخر جيل في الخلاقة، بغض النظر عن اسباب "انهيارهها" كان جيل عظيم، و خسر معركة، و دخلنا في خسارة لأجيال ورا بعض. من 100 سنة، يعني جد جدك بالكتير، كانت الناس تتمنى رضاك انت... مش معنى ان 3 اجيال حصل فيهم "عثرة"، ان في مشلكة في "حضارتك" أو تتهبل في دماغك و تفتكر ان في مشكلة في "دينك" . المشكلة الحقيقة في دماغك ... في عيونك المتعلقة بغيرك.

اصحى كدة الله يرضى عنك من النوم، أمريكا في سلم الحضارة عيل صغير، و أوروبا قارة عجوز، لله سنن في الأرض بتتعد بالمائة سنة... و كل اللي بيحصل ده عادي، و من سنن الله.

شد انت بس حيلك، و ركز... واللي جي لأولادنا أحسن من اللي فات. بس تؤمن و تقول زي ماكان الأنبيا بيقولوا:
أعلم من الله مالا تعلمون.

--

فبراير 2013

أحمد عبد الحميد