(القاهرة / المنيا – الأناضول)
رفضت أحزاب وحركات إسلامية الاعتداءات التي حدثت مؤخرًا في محافظتين مصريتين على تمثالين لشخصيات بارزة، نافية أي علاقة لها بها، معتبرين تلك التماثيل "تراثًا وطنيًّا" لابد من الحفاظ عليه.
وفي الأيام القليلة الماضية، قام مجهولون بسرقة رأس تمثال الكاتب المصري الراحل طه حسين، الملقب بعميد الأدب العربي، من الميدان بشارع الكورنيش بمسقط رأسه بمدينة المنيا (جنوب القاهرة) بعد أن حطموا القاعدة الهرمية التي يعلوها التمثال، وسبق ذلك الاعتداء على تمثال المطرية الراحلة أم كلثوم الملقبة بـ"كوكب الشرق" الموجود في ميدان الثورة بالمنصورة (شمال القاهرة) حيث وضع مجهولون نقابًا على وجهها.
وقال ياسر محرز، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين: "الجماعة ترفض بشدة الاعتداءات على التماثيل، وتعتبرها وما شابهها أحد مكونات التراث الوطني وأحد الشواهد التي تحفظ التاريخ المصري".
وتابع محرز، في حديثه لمراسل الأناضول: "الحفاظ على هذه التماثيل واجب على الحكومة والشعب لأنها تعطي إطلالة على ما مرت به مصر من تاريخ، والجماعة تعتبرها ثروة قومية والتعامل معها جزء من التعامل مع التاريخ المصري".
وأضاف محرز: "نحن نرى كذلك أنه لا يمكن الاكتفاء بالحفاظ على التماثيل الموجودة، وإنما لا بد من السعي لاسترداد ما تم سرقته من آثار من مختلف العصور بدءًا من العصر الفرعوني وحتى العصور الحديثة والعمل على استردادها لما لها من أهمية فهي جزء من الثروات المصرية المهدرة".
ونفت أيضا الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية المنبثق عنها أي علاقة لها بتلك الحوادث.
وقال عصام خيرى، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية: "لو كانت الجماعة الإسلامية وحزبها السياسي مهتم بفعل ذلك لفعلوه أيام الفوضى إبان الثورة ومثل هذه الأمور لا نهتم بها ولا تحتاج منا لإصدار بيانات نفي فنحن لسنا متهمين".
وأضاف خيرى، في حديثه لمراسل الأناضول: "نحن كجماعة وحزب نحترم الأدباء والمثقفين ولا نعترض على الفكر الأدبي لأى كاتب بل نطالب مؤسسات الدولة بالحفاظ على التراث الفكري والثقافي في مصر".
في الاتجاه نفسه، نفى صلاح حسين، القيادي في الدعوة السلفية، علاقتهم بالحادثتين، مشيرًا إلى أنهم في الدعوة لم يعلموا بالحادث إلا من خلال وسائل الإعلام، وأضاف "ليس لنا علاقة بهذه الواقعة وشعار الدعوة السلفية هو تحريم الحرام وتحليل الحلال".
وأكد صلاح أن "من يقول إن التماثيل حرام فإنه آثم قلبه، وأن ما حدث يعد اعتداءً على الحرمات ومخالفًا للقانون والشريعة الإسلامية السمحة".
وألمح صلاح إلى أنه في حال اتهامهم بالوقوف وراء الحادثة فسيصدرون بيانًا للتوضيح كما سيقاضون الجهة المتهمة لهم.
من جانبه، أشار الرائد عمرو حسن، رئيس مباحث مدينة المنيا، إلى أن حادثة سرقة تمثال طه حسين من الميدان بشارع الكورنيش حدثت فجر الجمعة ولا يزال البحث عن مرتكبي الحادث جاريًا.
وكانت وزارة الثقافة المصرية قد أدانت، في بيان لها، الأحد الماضي، "الأحداث المؤسفة" التي تتعرض لها تماثيل رموز الثقافة والفن في بعض المدن المصرية، مناشدة "المواطنين الشرفاء في كل المدن والميادين المصرية الحفاظ على هذه التماثيل ورعايتها من أي يد شريرة تستهدف القضاء على الثقافة الوطنية فنًا وثقافة ووعيًا".
0 التعليقات:
Post a Comment