"هو أنا زيكم؟ .. انا هقفل حسابي على الفيس بوك، انا مش رايح سوريا علشان اتصور" .. كانت تلك الكلمات ضمن آخر حوار جمع أحمد سعيد بصديقه محمد محرز الذي استشهد برصاص القناصة في حلب أثناء قيامه بالإستطلاع تمهيدا لتفجير أحد دبابات الأسد.
"والله الذي لا إله إلا هو ما نزلت يوما لتغطية اشتباكات، أو في وقفة دفاع عن حق أو في وجه باطل إلا وكان محرز هناك منذ 2003 في الجامعة مرورا بأحداث البلطجة وصولا الى الثورة" .. كتب أحمد تلك الكلمات وصفاً للشهيد محرز، مضيفاً أنه كان دائماً يحدث الشهيد حول زيارة سوريا قائلاً: "كنت دوما امازحه حينما اراه فأقول" طيب أنا جاي اصور و أغطي و آكل عيش .. انت جاي تعمل ايه؟"، فيرد محرز كان دوما يرد بابتسامته "هوا أنا زيكم؟".

وأضاف أحمد سعيد أنه دار بينه وبين الشهيد محرز حديثاً منذ شهر حينما علم بنيته الذهاب الى سوريا، فقال سعيد خذوني معكم سوريا فسأل الشهيد "لماذا؟، فقال سعيد "عايز اعمل تحقيق صحفي وهيكون معايا صحفي تاني"، فضحك الشهيد محرز وقال: "احنا مش رايحين عشان كام صورة عالفيس بوك، و كويس انك فكرتني انا هقفل حسابي على الفيس بوك .. احنا مش زيكم".

ويواصل سعيد سرد ما يتذكره عن الشهيد محمد محرز فيقول أنه في مارس 2011 كان الشهيد أول من وقفوا بأسوار مقر أمن الدولة الرئيسي بمدينة نصر بصدر مفتوح هاتفا "أمن الدولة ..... الدولة"، حيث كان بحكم عمله بالمحاماه الأدرى بالملفات المهمة، فكان الوحيد الذي استطاع الوصول الى ملف له قيمة من وسط أكوام الملفات وهو ملف أعضاء الحزب الوطني.
"واحد من أرجل وأجدع الناس اللي ممكن بني آدم يعرفهم في حياته .. كنا صحاب وأنا على الأقل ممتن للوقت اللي ربنا سمح لنا بيه مع محرز" .. كتبها الدكتور أحمد جمال سعد الدين على صفحته وهو ينعى الشهيد قائلاً: "قبل سفر محرز بكام يوم، كنا بنتكلّم عشان نظبط العزومة اللي اتفقنا عليها بعد ما أخلص امتحاناتي، هو كان عايز عزومة في البيت على بطّة، لكن أجلت الموضوع أكتر من مرة وكنت مطمن أن الوقت موجود.
"ربح البيع يا محرز.. اذكرنا عند ربك" .. اختتم بها سعد الدين خواطره حول الشهيد محرز، مشيراً إلى انه كان يحبه بشدة، وقال: "كنت زعلان من محرز علشان كان بيغلبني في البلاي ستيشن، وعلشان مشي من غير ما يسلّم عليا وهيوحشني، بس محرز أقام علينا كلنا الحجة.. ماشي يا عم محرز ربح البيع .. ادعيلنا".
"يا راجل .. تبقى في ليبيا من غير ما تقولي" تعليق تركه الشهيد محرز على مدونة صديقه براء أشرف، فمحرز وبراء صديقين لم يتقابلا أبداً ولكن جمعهما تعليقات في الضفاء السيبري، وكانت لمحرز تعليقات بعضها ساخر وبعضها جاد، إلا أنها تتسم كلها بالموضوعية وبالاهتمام بأمر واحد وهو مصير هذا البلد ومستقبله.
فرغم خلافهما الفكري، الا ان مراسلات طويلة حول السياسة والدين والثورة المستقبل جمعتهم، ويقول براء: "رغم أن محرز كان إسلامي الهوى إلا أننا وجدنا بيننا ما يمكن الاتفاق عليه بخصوص شكل المستقبل الذي نريده".
واكتفى صديقه محمد رفعت بمشاركة صورة ضوئية من آخر المحادثات التي جمعتهما على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قال محرز خلالها "احنا هنروح سوريا نجيب بشار في شوال ونيجي".


0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed