القاهرة – الأناضول

اعتبر محللون سياسيون أن "روح ثورات الربيع العربي هيمنت على القمة الإسلامية الـ12" المنعقدة بالقاهرة، مردفين أنها لازالت "تنتظر إرادة سياسية لتحقيق مقرراتها وتطوير آلياتها".

وتحت عنوان "العالم الإسلامي تحديات جديدة وفرص متنامية" تعقد بالعاصمة المصرية على مدار أمس واليوم أول قمة إسلامية شاملة منذ ثورات الربيع العربي قبل أكثر من عامين، حيث كانت القمة الأخيرة عام 2008 في السنغال، فيما استضافت السعودية قمة استثنائية العام الماضي اُتخذ خلالها قرار بتعليق عضوية سوريا.

ويشارك في القمة دول منظمة التعاون الإسلامي الـ56 (الأصل أنهم 57 دولة ولكن سوريا جمّدت عضويتها العام الماضي)، بالإضافة إلى عدد من المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية.

السفير عبد الرؤوف الريدي، الرئيس الشرفي للمجلس المصري للعلاقات الخارجية، قال، في تصريح لمراسل الأناضول، إن "منظمة التعاون الإسلامي لم يكن لها دور محوري وفعّال في السابق، ولكن هناك اتجاهًا حاليا بعد التغييرات التي شهدتها المنطقة لأن ينهض العالم الإسلامي ويواجه التحديات المطروحة أمامه".

وعقب ثورات الربيع العربي، شهد العامان الماضيان صعود أنظمة ذات توجه إسلامي لسدة الحكم في العديد من بلدان العالم العربي في مقدمتها تونس ومصر.

من جانبه، قال اللواء عادل سليمان، مدير المركز الدولي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "المتغيرات التي فرضها الربيع العربي في عدد من الدول أعضاء المنظمة، خلق روحًا جديدة هيمنت على القمة، إلا أنها تحتاج لإرادة سياسية تمكن منظمة التعاون من تنفيذ توصياتها وتطوير آلياتها".

أما حسن أبو طالب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية بمصر، فلفت إلى أن "المنظمة أمامها مجال لتطوير العلاقات البينية بين أعضائها في المجال الاقتصادي والتجاري والتعاون التكنولوجي وتطوير آليات لحل النزاعات بين أعضائها".

واستدرك "إلا أنها تواجه تحديًا رئيسيًّا في كثرة عدد أعضائها بما يحملونه من اختلاف في المواقع الجغرافية والتجارب والنضج السياسي مما يزيد صعوبة التعاون السياسي بينهم".

وتابع، في تصريحاته، لمراسل الأناضول: "كما أن أمامها عملاً كبيرًا لتطوير وعي وإدراك الدول الأعضاء بأنهم جزء من كل، وأن ما يتعرض له الكل سيؤثر عليهم، حتى يتحول ذلك الإدراك إلى آليات عمل وخاصة فيما يخص القضايا الحساسة مثل سوريا ومالي".

ونوّه إلى أن "منظمة التعاون الإسلامي نجحت في السنوات الـ10 الأخيرة في بناء تكامل بين العالم الإسلامي ككتلة واحدة في مواجهة الغرب، وإحداث تضامن في القضايا المشتركة إسلاميًّا مثل الإسلاموفوبيا وأوضاع المسلمين في الغرب، كما أن دورها في حصول فلسطين على صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة كان محوريًّا".

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed